دعا أمس المشاركون في الملتقى الدولي حول "الماء و البيئة و التغير المناخي" ، المنظم من قبل جامعة سعد دحلب البليدة 01، الى اقامة " مجلس وطني للأمن المائي"، في خطوة استباقية و ضرورة ،أمام التقلبات المناخية و نقص الأمطار في السنوات الأخيرة، و التي انعكست وأثرت على مخزون مياه السدود بنسب معتبرة،و من ثم نقص الموارد المائية ، كما تمت الدعوة الى تثمين اللجوء إلى حل " تحلية مياه البحر"، و إنجاز محطات تحلية مياه البحر ، لتحقيق الأمن المائي و توفير هذه المادة الحيوية بالقدر الكمي الكافي و النوعية أيضا، و تطهير و رسكلة المياه المستعملة ، الذي يعتبر أحد الحلول المكملة للجهود التي بذلتها السلطات العمومية و توليها أهمية بالغة.
و اعتبر خبراء و أكاديميون من الجزائر و جامعات دولية مشاركة، في مداخلاتهم ، أن الوضع مقلقجدا، و أن الحروب القادمة كما هي في مقاربات استشرافية ستكون حول " الاستحواذ على مصادر الماء"، و هو طرح قديم باتت دول تعمل عليه و تستهدفه، وأن الجزائر حسب الخبير و المستشار في المياه "أحمد كتاب"، لم تقصر وتنتظر ، بل استعجلت لتعتمد على مشاريع و مخططات و دراسات استشرافية، و عمدت الى انجاز أكثر من 80 سدا لتخزين مياه السماء والمجاري، خلال العقدين الماضيين، و كلفتها ميزانية ضخمة قدرت بنحو 60 مليار دولار، ولكن "شح السماء" مؤخرا انعكس سلبا على مخزون تلك السدود، و التي باتت لا تسع الا نحو 30 بالمائة من مخزون المياه، في العموم، و هو ما فرض على الدولة اللجوء إلى "خيار" انجاز محطات تحلية لمياه البحر، سيصل عددها مع آفاق 2030 إلى 27 محطة تحلية.
و تضمنت توصيات الملتقى الدولي عددا من المحاور الرئيسية ،منها إنشاء مجلس وطني للأمن المائي، كضرورة ملحة، و أن هذا الهيكل الجديد يشمل "وضع إستراتيجية واضحة واستشراف الحلول، كل ذلك لأجل ضمان الماء للأجيال القادمة" .
كما جاء في خضم فعاليات الملتقى العلمي الأول، و الذي أشرفت و أطرته، كلية التكنولوجيا في مخبر التطبيقات الطاقوية للهيدروجين بقسم هندسة الطرائق ، و في شراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية لدى جامعة تونس ، و مخبر هندسة الطرائق بجامعة قابس، الدعوة، إلى توظيف و استخدام الذكاء الاصطناعي ، للمساهمة في تجاوز الاشكاليات المطروحة، ومعالجة النفايات والبيئة والتغيرات المناخية و الجزيئات الناشئة الصيدلانية ، الموجودة بالمياه المستعملة، و مواضيع أخرى حيوية أيضا، تصب في هذا الاهتمام ، أين كشفت الأكاديمية بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بـ"سغوان" بجامعة تونس ، الأستاذة ريم رياحي ، أن عملا تشاركيا تونسيا جزائريا يجري، يقوده فريق عمل مؤهل ، حول "إيجاد الحلول و كيفية التخلص من الجزيئات الموجودة في المياه المصفاة للمواد الصيدلانية.
Add new comment