توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها إلى اتفاق لخفض الإنتاج، الجمعة، رغم ضغوط من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على مواصلة الضخ.
اتفقت منظمة أوبك و شركاؤها ي و من بينهم روسيا، في ختام اجتماع في فيينا يوم الجمعة على تقليص الانتاج الاجمالي للدول المعنية ب2ر1 مليون برميل/يوم بهدف الحد في انخفاض أسعار النفط.
وسيوزع هذا التخفيض على أساس 800.000 برميل يوميا بالنسبة لأعضاء أوبك ال14 و 400.000 برميل يوميا بالنسبة للعشر دول خارج المنظمة المعنية بالاتفاق، حسب ما أعلنت عنه أوبك في ندوة صحفية نظمتها بمقرها في فيينا عقب الاجتماع.
وتمثل 2ر1 مليون برميل/يوم أكثر بقليل من 1 بالمئة من الانتاج العالمي للنفط. و يهدف هذا التخفيض الى الحد من تدهور الأسعار التي تراجعت ب30 بالمئة خلال شهرين في اطار فائض انتاج أصبح مزمنا.
وقال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي ورئيس منظمة أوبك للصحفيين إن "التخفيضات ستزيل 1.2 مليون برميل يوميا من الأسواق العالمية".وارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بنسبة 5٪ تقريبًا إلى 54 دولار للبرميل. وتعهد أعضاء أوبك بخفض إنتاجهم بمقدار 800 ألف برميل يوميا لمدة ستة أشهر تبدأ في يناير. ووعدت روسيا وغيرها من المنتجين خارج المنظمة بتخفيض 400 ألف برميل إضافي يوميا.
وقد تم منح أعضاء أوبك إيران وفنزويلا وليبيا إعفاءات من التخفيضات. والصفقة التي ينبغي أن تساعد في القضاء على الفائض من العرض تغطي أسبوعا مضطربا لمنظمة أوبك، حيث بدأ بقرار من قطر بالانسحاب من المنظمة.
وحيا وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك هذا القرار فائلا: "سيسهم الاتفاق في مساعدة السوق على الوصول الى استقرار مبكر". و اعترف نوفاكي التي تمثل بلده ثاني منتج عالمي للنفطي أن المفاوضات كانت" معقدة".
ويأتي اجتماع أوبك وشركائها في سياق مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة المعروض النفطي للولايات المتحدة و روسيا و بعض دول الشرق الأوسط و على رأسها المملكة العربية السعودية و التي زادت كميات ضخها من النفط من أجل تدارك تأثير العقوبات الأمريكية ضد إيران.
وفي نوفمبر، بلغ إنتاج السعودية مستوى قياسيا بلغ 11 مليون برميل /اليوم كما زادت الإمارات العربية المتحدة أيضا من مستويات استخراج النفط.
وأثار هذا الافراط في المعروض هبوطا مقلقا في اسعار النفط : فبعد أن بلغت 86 دولارا في أكتوبر، عرفت الأسعار في نوفمبر الماضي أسوأ شهر لها منذ 2008 حيث انخفض البرنت بنسبة 5ر22 في المائة الى 52ر58 دولار/البرميلي في حين أن انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ب 23 في المائة الى 04ر50 دولار /البرميل.
صرح وزير النفط العراقي ثامر الغضبان أن دول منظمة أوبك ودولا أخرى من ضمنها روسيا، قررت عقب اجتماع فيينا خفض انتاجها بمقدار مليون ومئتي الف برميل يوميا. وأكد الوزير العراقي أن الهدف من الخفض يندرج تحت مساعي تحسين أسعار النفط.
ويهدف هذا الخفض الذي يوازي اكثر بقليل من واحد في المئة من الانتاج العالمي الى احتواء تراجع اسعار الخام الذي بلغت نسبته ثلاثين في المئة في شهرين. وتؤمن اوبك وحلفاؤها نحو نصف الانتاج العالمي من الخام وتربطهم شراكة منذ عامين. وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب حض المنظمة الاربعاء على ابقاء انتاجها مرتفعا لارضاء المستهلكين
وقد خرج أعضاء أوبك من اليوم الأول للمفاوضات في فيينا دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن خفض الإنتاج. وتم إلغاء مؤتمر صحفي وانخفضت أسعار النفط الخام.
وتراجعت أسعار النفط منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما شملت المناقشات، الجمعة، روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم وشريك رئيسي منذ عام 2016 في جهود أوبك لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط.
وطغت كلا الدعوتين على دعوات ترامب المتكررة للحفاظ على الإنتاج ثابتًا. لكن منظمة أوبك تحاول تثبيت استقرار أسواق النفط بعد أن انخفضت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 22٪ في نوفمبر الماضي، مسجلاً أسوأ شهر منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. وانخفضت أسعار النفط العالمية بنحو 31٪ منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وركزت اجتماعات فيينا على حجم الإنتاج الذي ستخفضه منظمة أوبك وروسيا، وكيف سيتم تقاسم التخفيضات بين المجموعة الأوسع. وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي إن قرار المجموعة بخفض الإنتاج جاء نتيجة لضرورة اقتصادية ولم يكن مدفوعا بأي أجندة سياسية.
وأوضح الفالح للصحفيين: "عندما تفكر في التعقيد وعدد المتغيرات في اللعب، أشعر بسعادة بالغة لأننا استطعنا إنهاء يوم الجمعة والعودة إلى الوطن في عطلة نهاية الأسبوع".
وردا على سؤال حول الضغوط من ترامب، قال الفالح إن شركات النفط في الولايات المتحدة ستقدر جهود المجموعة. وأوضح: "أعرف حقيقة أن منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة ربما يتنفسون الصعداء لأننا نقدم بعض اليقين والوضوح لعام 2019".
والأسواق العالمية مليئة بالنفط، فيما تضخ الولايات المتحدة بمستويات قياسية وتجاوزت مؤخراً روسيا والمملكة العربية السعودية لأول مرة منذ عام 1973 كأكبر منتج في العالم.
وفي هذه الأثناء، ما زالت إيران تبيع الخام رغم العقوبات. وفاجأت الولايات المتحدة أوبك والمنتجين الآخرين بمنح إعفاءات إلى ثمانية بلدان لمواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن أعيد فرض العقوبات على طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وكانت السعودية ودول أخرى قد وافقت في يونيو/ حزيران الماضي على ضخ المزيد من النفط لتعويض الإمدادات الإيرانية المفقودة ومنع ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل.ويقول الفالح: "أعتقد أن الكثير من الناس يقللون من شأن التأثير الذي كان لدينا على الاقتصاد العالمي".
وكانت أوبك و منتجون اخرون مثل روسيا قد وقعوا في ديسمبر 2016 اتفاقا لتخفيض إنتاج النفط ب8ر1 مليون برميل/يوم طيلة ستة أشهر ابتداء من الفاتح يناير 2017 كمرحلة أولى.
وهكذا وافقت أوبك، و لأول مرة منذ 2008ي على تقليص انتاجها اليومي ب2ر1 مليون برميل/يوم في حين قبلت 11 دولة غير عضوة في المنظمة بتخفيض انتاجها الإجمالي ب600.000 برميل/يوم.
وتتمثل الدول ال11 غير الأعضاء في أوبك و المعنية بالاتفاق في أذربيجان و بروناي و البحرين و غينيا الاستوائية و كازاخستان و ماليزيا و المكسيك و عمان و روسيا و السودان و جنوب السودان. و خلال اجتماع أوبك في نوفمبر 2017ي تم تمديد الاتفاق الى غاية نهاية 2018 .
Add new comment