أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال لقائه الثاني بالمتعاملين الاقتصاديين، على انهاء مهام الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية «ألجيكس» نهائياً. مؤكداً أنّ الجزائر تحتاج إلى مناخ صناعي جديد وجيلاً مختلفاً من رجال الأعمال “يُنسيها ماضياً أليماً من الاختلاسات والفساد”.و شدد قائلا " أمر ALGEX انتهى من اليوم..ولن تجدونها مستقبلا في طريقكم..
وشدّد الرئيس عبد المجيد تبون على أنّ المرحلة المقبلة تتطلّب تأسيس هيئة مهنية خاصة بالمصدّرين، تُنظّم معاملاتهم وتضمن الشفافية فيما بينهم، حتى ترتكز الطموحات خارج المحروقات على أسس مؤسسية واضحة.
ورأى الرئيس أنّ وجود «ألجيكس» ومع ما سمّاه “ديناصوراتها” لم يمنع الجزائر من تحقيق “معجزة” تصدير بقيمة سبعة مليارات دولار خارج المحروقات، قبل أن يتراجع المنحنى لأسباب ظرفية. أفاد أنّ بعض المتعاملين ما زالوا يقتاتون على ثغرات قانونية للتحايل على السوق وعمليات الاستيراد، مؤكداً أنّ الحكومة ستحاسب “كل من يستورد سلعة لها مثيل محلي مكدَّس في المخازن”.
وأبرز تبون أنّ بناء مناخ اقتصادي صحي يبدأ بتعزيز الثقة وتحصين التجارة الخارجية من شبكات المضاربة، مذكّراً بأنّ “الشباك الوحيد” الذي دعا إليه منذ ثلاث سنوات سيظلّ حجر الزاوية في أي إصلاح مرتقب. وأوضح أنّ الجزائر، إذ تراهن على تنويع صادراتها وتخفيف فاتورة الواردات، لن تسمح مستقبلاً بمرور أي نشاط تجاري خارج الرقابة الصارمة أو بعيداً عن مسار القيمة المضافة الوطنية.
وختم الرئيس بالتأكيد على أنّ الدولة ستواكب رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار المنتج. لكنها ستقف “بحزم” في وجه كل من يعرقل مسار الإقلاع الاقتصادي أو يعيد إنتاج ممارسات الماضي، لأنّ “الجزائر الجديدة لن تبنى إلا بثقافة شفافة تُحاسِب وتُثيب بالقدر نفسه”.
و أشار السيد رئيس الجمهورية في اللقاء السنوي مع المتعاملين الاقتصاديين بالجزائر العاصمة أن هذا اللقاء محوري وسيكون سنويا إن شاء الله وقد طوينا العهدة الأولى بكل أمالها وآلامها بسبب كورونا ننطلق في العهدة الثانية على أمل أن نحقق معا الوصول إلى مصفّ الدول الناشئة.
وأوضح رئيس الجمهورية "علينا التجند جميعا سواء الحاضرين معنا أو أولئك الموجودين بالخارج لتحقيق ناتج داخلي خام بقيمة 400 مليار دولار في آجال أقصاها نهاية 2027.
و كشف الرئيس عن 13700 مشروع استثماري بقيمة 6 آلاف مليار دينار في المجال الاقتصادي. ليوجه نداء للمتعاملين "أطالبكم بهبة قوية وأشكركم على كل ما تبذلونه ،التطور يتأتى برفع نسبة الصناعة ضمن الناتج الداخلي الخام إلى ما بين 13 و 14 بالمائة.
و أوصى الرئيس "علينا خلق مناخ آخر للصناعة وجيل جديد لرجال الأعمال، ليُنسينا الماضي الأليم من اختلاسات وفساد.يجب الاعتماد على الشباب الجزائري ومؤسساته الناشئة، لأن أيديهم نظيفة من الفساد ، وهم بصدد تحقيق إنجازات تبعث على الفخر.معتبرا "من يدّعي الخوف من السجن ويتماطل في مهامه، فهو في تفكير المرتشين والمخربين."
و أفاد الرئيس "المال المنهوب من الجزائر أصبح اليوم عامل حماية للذين أفسدوا في البلاد ثمّ فرّوا إلى الخارج.هناك حركة اقتصادية نبيلة نقلت الجزائر من تضخيم الفواتير إلى تقليص الفواتير."
و عبر الرئيس عن غضبه قائلا "تصدير التمر الجزائري ب 40 دينار إلى الخارج هو إجرام في حق الجزائر."
كما أشار "على المُصدِّرين إنشاء هيئة تصدير تنظم معاملاتكم من جهة ولإرساء الشفافية في عمليات التصدير فيما بينكم من جهة أخرى."،مضيفا "هناك بعض المتعاملين الاقتصاديين اختصاصهم إيجاد الثغرات للتحايل في السوق وعمليات الاستيراد." ليستطرد "الدولة لا تضارب في عمليات بيع أراضي الاستثمار، بل تساهم في تسهيل الوصول للعقار للدفع بالمشاريع إلى التجسيد."
كما قال الرئيس "ينبغي تحرير مبادرة الاستثمار..وفهم واستيعاب فكرة الشباك الوحيد وصلاحيات الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار AAPI ،علينا إخراج وكالة ترقية الاستثمار من تناقض رهيب، فهي تسجل مشاريع بعشرات الآلاف، بينما لا يقابل ذلك توفر العقار اللازم لإنجازها.
و اعتبر الرئيس "الشباك الوحيد هو الحل الجذري لمشكل العقار الموجه للاستثمار وليس على عاتق وكالة ترقية الاستثمار حلُّه. وما يُعطل البلاد هي المضاربة والتحايل على القانون.ومن العيب أن يتحدث رئيس الجمهورية عن منتوج البطاطا وسعرها، ولن يضطرني أحد لاستيرادها، وعلينا ضبط أسعارها.
و من بين ما صرح به الرئيس "هناك من ينتقدنا من بعض الدول لكن لا يملك أرقامنا الاقتصادية المحققة في منطقة حوض المتوسط.هناك أناس لا يسعهم إلا أن يروا الجزائر بالسواد..هؤلاء لا نملك لهم دواء يرفع عنهم الغشاء.لو وجدت المؤسسات المالية الدولية والقارية ثغرة في أرقامنا لن يسبقها أحد في انتقادنا.اقتصدنا هذه السنة مليار و200 مليون دولار وحققنا اكتفاء من القمح الصلب بنسبة 81% ،لدينا شباب نوابغ يتم استقطابهم أو بالأحرى سرقتهم كي لا تستفيد منهم الجزائر .الحكومة مطالبة بإنشاء هيئتين قبل نهاية ماي، واحدة تختص بتنظيم الاستيراد والأخرى بالتصدير.ألِحُ عليكم اليوم لخلق بنوككم الخاصة حتى تسجلوا حضوركم أكثر في الإدارة.هناك أموال طائلة مخزنة في الأقبية..استثمروها في إنشاء بنوك خاصة.من يريد إنشاء شركات في مجال النقل البحري فليتفضل .نهاية السنة الجارية تكون السكة الحديدية قد وصلت إلى ولاية بشار لنقل خام الحديد والصلب.الجزائر وصلت إلى إنتاج 41 مليون طن من الإسمنت سنويا، ويجب إعادة تنظيم التصدير.الدولة بصدد تصليح أوضاعها وأنتم كذلك عليكم إصلاح أوضاعكم.في وجود ALGEX وديناصوراتها حققت الجزائر معجزة تصدير 7 ملايير دولار خارج المحروقات، لكننا سجلنا بعض التراجع لظروف موضوعية.
كما أشار "الدول الأوروبية شركاء للجزائر، وقد قبلوا فكرة مراجعة اتفاق الشراكة..لن نطلب منهم المستحيل وأنتم جزء لا يتجزأ من هذه المراجعة.كنا نستورد 60 مليار دولار قبل الحراك المبارك واليوم قلصنا فاتورة الاستيراد بصفة هيكلية ونهائية إلى 40 مليار دولار ونعمل على تقليصها أكثر..سنُحاسب كل من يستورد سلعا من الخارج بينما مثيلتها منتجة في الجزائر ومكدسة في المخازن.التسهيلات في الحصول على التأشيرات للأجانب وصلت حدّ منحها لطالبيها بالمطارات..ماذا يُراد مناّ أكثر من ذلك !السياحة استثمار حر لمن أراد
ودعا رئيس الجمهورية باتجاه المتعاملين الاقتصاديين "أطلب منكم رفع الروح الوطنية للدفع باقتصادنا نحو الأمام."
Add new comment