استرجعت الجزائر كافة أصول وحصص مجمع الحجار للحديد والصلب ولواحقه وفروعه على خلفية الاتفاق الموقع اليوم بين مجموعة ايميتال العمومية و أرسيلور ميتال الجزائر، هذه الأخيرة أقيمت على أساس شراكة بين مجمع أرسيلور ميتال الهندي و سيدار لتسيير الحجار وفروعه.
ويعد الاتفاق الموقع اليوم بمقر وزارة الصناعة، تطبيقا لبنود اتفاق أولي أبرم يوم 7 أكتوبر 2015، تم بموجبه الاتفاق على تحويل الشريك الهندي لأغلبية الحصص إلى الطرف الجزائري .
وقد أقر مجلس مساهمات الدولة في أكتوبر 2014 كافة الالتزامات المتصلة بإعادة بعث وإنعاش مركب الحجار في سياق عملية استعادة الأغلبية من الشريك الهندي أرسيلور ميتال.
وحسم المجلس الذي يترأسه الوزير الأول عبد المالك سلال نهائيا في كافة التدابير المتعلقة بإعادة بعث وإنقاذ مركب الحجار، موازاة مع ترسيم الإعلان عن استعادة المجمع الصناعي العمومي “سيدار” ملكيته للحجار من خلال رفع حصة رأسماله 51 بالمائة، مقابل الإبقاء على حق التسيير للشريك الهندي أرسيلور ميتال الذي يمتلك 49% من الحصص.
ويتضمن مخطط الإنعاش المعتمد تسطير برنامج تحديث وعصرنة ودعم قدرات الإنتاج من 1 مليون طن إلى 2.2 مليون طن في غضون 2017. كما يشمل استخلاف الفرن الأول المتوقف عن النشاط بفرن حديث كهربائي وتطوير تقنيات الإنتاج، وإعادة تثمين مناجم بوخضرة والونزة والحفاظ على مناصب العمل، ويقارب الغلاف المالي المخصص للعملية إجمالا مليار دولار.
واعتمدت حكومة سلال تدابير خاصة في أكتوبر 2014 تم إقرارها في مجلس مساهمات الدولة لاستعادة الأغلبية في مركب الحجار، من خلال استعادة نسبة 21بالمائة من الشريك الهندي الذي أخل بالتزاماته في تنفيذ بنود الاتفاق الأول الموقع في 2001، ولم يقم بتنفيذ مخطط التنمية الذي كان مرتقبا أن يخصص غلافا ماليا بـ 700 مليون دولار للرفع من قدرات إنتاج المركب وضمان التأهيل والتكوين وعصرنة أدوات الإنتاج، بل إن الطرف الهندي طالب بتمديد لفترة 10 سنوات للمزايا الممنوحة في إطار الاستثمار الخاص بالوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، إلا أن الحكومة اعتبرت أن الحصيلة التي تمتد لحوالي 10 سنوات لم ترق للنتائج المرجوة، وهو ما يدفع إلى إعادة التفاوض وفقا لقواعد جديدة.
وعلى هذا الأساس جاء التوقيع اليوم بين مجمع ايميتال العمومي و أرسيلور ميتال على اتفاق يقضي بتحويل كافة الحصص الاجتماعية لفروع ارسيلور ميتال الجزائر وأرسيلور ميتال للأنابيب وأرسيلور ميتال تبسة لفائدة الطرف الجزائري. وبالتالي سيناط للجانب الجزائري استغلال منجم الحديد بتبسة وتطوير شركات أرسيلور ميتال.
وثمّن "رامشخو ثاري" مسؤول فرع افريقيا وكومنولث الدول المستقلة "أكسيس" لمجمع ارسيلور ميتال، الاتفاق مشيرا "نحن سعداء للتوصل إلى الاتفاق مع المجمع العمومي ايميتال الذي تجمعنا معه علاقات تعاون جيدة ،و سيسمح الاتفاق للأرضيات الصناعية الثلاث بأن تفتح آفاقا في تنمية نشاطاتها في مجال صناعة الحديد و الصلب في الجزائر ".
ويسمح الاتفاق لمجمع ايميتال العمومي بأن يدير بصورة كاملة الشركات الثلاث التي تشمل مركب الحديد و الصلب للحجار.
في نفس السياق، أكد وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب في مداخلته على " الروح الايجابية التي سادت بين الشريكين منذ الإعلان عن الاتفاق "،معتبرا بان الأرضيات الصناعية الثلاث المسترجعة هامة و ستلعب دورا فاعلا في مستقبل فرع صناعة الحديد و الصلب الجزائرية و عموما في تحقيق الطموح الصناعي للجزائر.
وأشار الوزير أن الاتفاق يهدف الاتفاق إلى المساهمة في تحقيق اكتفاء ذاتي في الحديد و الصلب و دعم عدة قطاعات صناعية ،مؤكدا "سنفتح عهدا جديدا لمركب الحجار ،كما أن إعادة تفعيل فرع الحديد و الصلب أولوية بالنسبة للحكومة ،فهذه الأخيرة تعد صناعة إستراتيجية "
واعتبر وزير الصناعة أن الجزائر تستورد 6 إلى 7 ملايين طن سنويا من الحديد بقيمة 7 ملايير دولار لذا تم اعتماد مخطط يهدف إلى بلوغ إنتاج ما بين 2019 و 2020 ما بين 12 و 13 مليون طن سنويا بين القطاعين العام و الخاص الوطني و الأجنبي ،في وقت يتوقع أن يتضاعف الطلب في السوق المحلي الجزائري في 2025 "،مشددا "لدينا مشروع فعلي و حقيقي بالنسبة لمركب الحجار ،و عملية إعادة الهيكلة ستدعم مخطط التنمية للحديد و الصلب في عنابة و استغلال المناجم في تبسة و ضمان ديمومة النشاط على المدى الطويل ،فهدف الحكومة يكمن في تغطية كلية لحاجيات البلاد في مجال المنتجات المسطحة و الفولاذ و الهياكل الثلاث المسترجعة تعد أرضيات ضرورية للعب دور فاعل لمستقبل فرع الحديد و الصلب ،كون الهدف المسطر هو مضاعفة قدرات الإنتاج لمركب الحجار من 1.2 مليون طن على المدى القصير إلى 2.2 مليون طن في غضون 2020.
ب. حكيم
Add new comment