بعد الموز و الفواكه الاستوائية وفي سياق فرض رخص الاستيراد على معظم السلع المستوردة،تعكف الحكومة حسب مصادر من قطاع التجارة لايكو الجيريا على اعداد دفتر شروط يؤطر و ينظم استيراد اللحوم ،حيث ستفرج وزارة التجارة عن اطار تنظيمي يخص آليات و شروط استيراد اللحوم قبل نهاية مارس الجاري.
ووفقا للمعلومات المتوفرة،فان عاملين أساسيين دفعا الحكومة الى التوجه الى هذا الخيار
الاول: ضمان سلامة المنتجات المستوردة مع تحديد مصدرها و الدولة التي يتم الاستيراد منها وتفادي سلسلة الوسطاء ،فضلا عن تأمين المنتوج من الامراض المنتشرة،حيث سبق للحكومة على لسان وزير التجارة بالنيابة عبد المجيد تبون أن أشارت الى وجود عدد كبير من المستوردين في فرع اللحوم التي قدرها ب 200 ،على غرار الموز أيضا،و لذا اقر بضرورة أن يبقى المحترفون فحسب في الميدان.
الثاني:تقليص الفاتورة الخاصة بالاستيراد من خلال تشجيع المنتوج الوطني و احلال الواردات،مع ضبط حركة تنقل اللحوم خاصة من الدول التي تتعرض لامراض،و كان آخرها هذا الاسبوع التحفظ على استيراد اللحوم من البرازيل نتيجة شبهة الامراض التي لحقتها،كما قامت من قبل بصورة تحفظية بوقف استيراد اللحوم من مناطق يشتبه في اصابتها بامراض مثلما حصل في اوروبا بالنسبة لجنون البقر .
و تجدر الاشارة ان الجزائر تستورد اللحوم الطازجة و المجمدة من عدة بلدان منها البرازيل الذي يعد من بين اهم الدول المصدرة عالميا و استراليا و زلاندا الجديدةو الارجنتين و السلفادور و الدنمارك و جيورجيا و ايطاليا
و يرتقب أن يتم على غرار ما تم مع الموز اقرار دفتر الشروط يتضمن ضوابط منها الزامية النقل بمواصفات الحفظ و ضمان السلامة الطبية للمنتوج فضلا عن تحديد مصدر الاستيراد دون اية وساطات ،و تجدر الاشارة أن قيمة واردات اللحوم الجزائرية بلغت 233.34 مليون دولار سنة 2016 مقابل 259.28 مليون دولار سنة 2015 ، و 307.27 مليون دولار في سنة 2014 .
و يأتي اقرار التدابير الجديدة في سياق،اجراءات بدأتها السلطات العمومية السنة الماضية ،مع اللققاء الذي جمع بينها و بين محترفي فرع اللحوم الحمراء في ماي 2016 أين تم التركيز على أهمية احلال الواردات و تقليصها من خلال عصرنة فرع انتاج اللحوم محليا ،مع الاشارة أن الجزار من بين الدول المستوردة الهامة في المنطقة لاسيما لحوم البقر بمعدل يصل الى 48000 طن ،حيث تمت الاشارة الى تحديد هدف تقليص الواردات الى مستوى يقارب الصفر في غضون 2019،في وقت بلغت فيه مستويات الانتاج المحلي للحوم 500.000 طن سنويا لكافة اللحوم الابقار و الأغنام و الجمال و الماعزو غيرها منها 155.000 طن من لحوم البقراو ما يعادل نسبة 31 في المائة من اجمالي الانتاج ،في وقت يقدرفيه عدد رؤوس الماشية في الجزائر من الابقار بحوالي 2.1 الى 2.3 مليون راس منها مليون من الابقار مع التوجه الى مضاعفة العدد على خلفية مشاريع شراكة جزائرية أجنبية ،مقابل 25 مليون رأس من الغنم .
و عمدت السلطات العمومية الى وضع آليات لتشجيع تطوير فرع انتاج اللحوم ،خاصة و ان رهانات عديدة و تحديات متصلة باستيراد هذه المادة يبرز صراع مصالح أحيانا من خلال الحملات التي يتم شنها على بعض المستوردين و على مصادر الاستيراد مثلما حدث حول الواردات البرازيلية و استيراد اللحوم الهندية ،حيث حاولت أوساط متصلة بشبكات الاستيراد الى ضرب هذه المضادر على خلفية ظهزر امراض .
و من بين التدابير التي اعتمدت من قبل السلطات العمومية تشجيع المتعاملينى على اقامة تعاونيات للانتاج مدمجة أي تضمن سلسلة الانتاجو تربية الماشية من انتاج الاعلاف و تغذية الأنهام الى الرعي و تربية الحيوانات ،مع استفادة هؤلاء من نظام الامتياز في اطار عمليات استصلاح الاراضي في مناطق الهضاب العليا و الجنوب بالخصوص لانشاء مراكز لتربية الماضية و التسمين ،وقد تمت دعوة المستوردين ايضا للمساهمة في مشاريع مراكز التسمين ENGRAISSEMENT ،يضاف اليها اقامة شراكة بين المربين و الجزائرية للحوم ألفيار ALVIAR ALGERIENNE DES VIANDES ROUGES بضمان تزويد السوق بالكميات الكافية و بالنوعية المطلوبة و السعر المعقول ،ليتم تسريب المواد على مستوى المذابح الرئيسية الثلاث بحاسي بحبح الجلفة و بوقطب البيض و عين مليلة ام البواقي بقدرة اجمالية يقدر ب 40.800 طن أو ما يعادل 1.5 مليون رأس من الغنم و 60.000 رأس من البقر .
ب.حكيم
Add new comment