أعلن وزير الموارد المائية حسين نسيب بالجزائر أنه سيتم قريبا إطلاق مناقصة لإنجاز 31 محطة لتصفية المياه المستعملة بعد قرار رفع التجميد عن مشاريع القطاع.معتبرا خلال افتتاح الصالون الدولي ال14 لتجهيزات وتكنولوجيات وخدمات المياه بقصر المعارض (الصنوبر البحري-الجزائر العاصمة)، بأن المناقصة الجديدة تمثل "سابقة" في تاريخ القطاع بالنظر لعدد المحطات التي سيتم إنجازها مما سيرفع إجمالي محطات التصفية في البلاد إلى 230 محطة بغضون سنة 2020.وسيسمح إنجاز هذه المحطات الجديدة بتعزيز القدرات الوطنية لمعالجة المياه المستعملة إلى 600 مليون متر مكعب (م3) سنويا مقابل 400 مليون م3 حاليا، حسب الوزير الذي أكد بأنه سيتم توجيه المياه التي تنتجها محطات التصفية إلى الأنشطة الفلاحية على وجه الخصوص.
و أوضح الوزير بأن إنجاز محطات تصفية المياه يعد "رهانا كبيرا" بالنظر لدورها في المحافظة على الموارد المائية سواء الجوفية أو على مستوى السدود، زيادة عن دورها في ضمان الأمن الصحي وحماية المحيط.كما دعا المؤسسات المكلفة بتسيير هذه المحطات للاستثمار في إنجاز وحدات صناعية لتعبئة الطمي قصد استخدامه في الأنشطة الفلاحية كمخصبات طبيعية للتربة.كما أعلن عن رفع التجميد عن 50 مشروع آخر للإنجاز حدائق الترشيح ستكون موزعة على المناطق الريفية في مختلف أنحاء البلاد.
وتمثل حدائق الترشيح أحد التقنيات الذكية الموجهة لتصفية المياه المستعملة طبيعيا.
وحول مشاريع تحلية المياه، كشف الوزير أن الحكومة قررت مؤخرا إطلاق مشروع محطة جديدة لتحلية مياه البحر ستنجز في ولاية بجاية. وسيضاف هذا المشروع إلى محطتين قيد الانجاز في كل من ولايتي الطارف والجزائر العاصمة ليصل إجمالي محطات التحلية إلى 14 محطة في 2020 مقابل 11 محطة حاليا.
وبعد استلام المشاريع المقررة، ستنتقل حصة مياه البحر المحلاة من 17 بالمائة إلى 25 بالمائة من إجمالي المياه الشروب الموزعة وطنيا، مما يجعل الجزائر من أكثر البلدان لجوءا إلى تحلية مياه البحري يضيف الوزير.
نزع صلاحية تسيير السدود الصغيرة عن البلديات
من جهة أخرى، كشف الوزير أن الحكومة اتخذت قرارا يقضي برفع صلاحيات تسيير السدود الصغيرة من البلديات ونقلها تدريجيا إلى الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى.
وسيسمح هذا الإجراء بتوظيف أحسن للموارد المائية على مستوى هذه السدود التي تتراوح طاقتها بين 500 ألف م3 و4 ملايين م3، حسب السيد نسيب الذي لفت إلى بدأ عمليات معاينة السدود، وذلك حالة بحالة.
وفي معرض حديثه عن التوجهات المستقبلية لسياسة قطاع الموارد المائية، أكد بأن دائرته الوزارية تعمل على مراجعة المخطط الوطني للمياه في آفاق 2030 قصد تمديده إلى 2050 وذلك في إطار الاستشراف وتحسين أدوات التحكم في الحاجيات المستقبلية في ظل ارتفاع النمو الديموغرافي وتوسع الأنشطة الاقتصادية.
وخلال جولته إلى أجنحة الصالون، حث الوزير المؤسسات الجزائرية إلى تكثيف الاستثمارات لإنجاز وحدات للتصنيع المحلي للتجهيزات الموجهة لتصفية مياه النفايات الصناعية، مؤكدا بأن هذا المجال يعد "جد واعد" بالنظر للاحتياجات الكبيرة على مستوى المناطق الصناعية بعد قرار منع تصريف المياه الملوثة في الوسط الطبيعي.
كما دعا الشركات التي تقوم بتصنيع تجهيزات الري إلى القيام باستثمارات إضافية لإنتاج المدخلات الضرورية محليا وذلك لتقليص فاتورة الاستيراد في هذا المجال.
ولدى حديثه عن الأولوية الممنوحة للمؤسسات المحلية في مشاريع القطاعي أعلن السيد نسيب عن تكليف مكاتب دراسات جزائرية بإنجاز دراسة تخص تحويلين كبيرين يفوق طولهما معا 1.200 كمي في سابقة هي الأولى من نوعها حيث أن مشاريع التحويلات الكبرى السابقة كانت تسند إلى مكاتب أجنبية، غير ان هذه الأخيرة كانت في حقيقة الأمر تقوم بالمناولة مع المكاتب المحلية، مما دفع بوزارة الموارد المائية إلى مراجعة أنماط التعاقد في هذا المجال للحد من خروج العملة الصعبة ودعم وسائل الانجاز الوطنية.
"لدينا كفاءات كبيرة في مجال الهندسة والدراسات، لكنها عبارة عن طاقات مبعثرة، قمنا الآن بتجميعها ومنحها مشاريع هامة ستسمح بتثمينها وجعلها أكثر تنافسية حتى على المستوى الدولي"، حسبما صرح به الوزير.
وستعرف هذه الدراسات لأول مرة إدماج تكنولوجيات تستخدم في قطاع الدفاع الوطني، بغرض إنجاز دراسات ذات جودة عالية، يضيف السيد نسيب.
يذكر بان الصالون الدولي ال14 لتجهيزات وتكنولوجيات وخدمات المياه يستمر إلى غاية 15 مارس بمشاركة حوالي 150 متعامل يمثلون 15 بلدا، من بينها ألمانيا وكندا والصين وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وهولندا وبولونيا والبرتغال.
ولفت الوزير الذي كان مرفوقا في زيارته للصالون بوالي الجزائر العاصمة عبد القادر زوخ إلى "الاهتمام الخاص والمتزايد" في هذه التظاهرة بأنشطة معالجة المياه سواء المتعلقة بمياه السدود أو مياه البحر أو المياه المستعملة مؤكدا بأن ذلك "يدل على الوعي المتزايد للمتعاملين بالرهانات والتحديات التي تواجهها البلاد".
Add new comment